الدور التربوي للحلقات العلمية في المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

الدور التربوي للحلقات العلمية في المساجد

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) [آل عمران:102].

 ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) [النساء:1].

((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)) [الأحزاب: 71.70]

ويشمل هذا المقال:

أهمية التربية الربانية في صياغة الشخصية المسلمة، ورصد الوسائل المتبعة للحلقات العلمية في المساجد في ترسيخ التربية الربانية لدى الطالب.

تمهيد:

أحسنت الحلقات العلمية – المتجولة منها والقارة في المساجد في الصومال – البذر فأجادت الحصاد، وكان تأثيرها عميقا في وعي الشعب الصومالي المسلم، وعرفت الأجيال فضل تلك الحلقات العلمية التاريخية، وإذا أردنا أن نوجز تلك المهمة الصعبة نستطيع القول إن تلك الحلقات العلمية كونت مجتمعا منسجما مسلما.

وكان للحلقات العلمية أهداف نبيلة من أهمها ترسيخ وحفظ الإسلام في نفوس المسلمين، هذا بالإضافة إلى نشر العلم الشرعي واللغة العربية والتزكية الروحية وهو المحور الذي تدور عليه مهمة الحلقات العلمية. ساهمت الحلقات العلمية في تهذيب وصياغة الشخصية الصومالية، حيث هذب العلم طباعهم ورقى مشاعرهم وصفي قلوبهم، وجعلت تلك الحلقات المجتمع المسلم الصومالي يحب ويقدر العلم وأهله. وأكاد أجزم بأنه لم يكن من الإمكان نشر الإسلام لو لا ذلك النظام الذي سارت عليه الحلقات العلمية في مجالي التربية والتعليم. والجيل الصومالي المعاصر منقطع الصلة عن معرفة تاريخ ودور الحلقات العلمية المتجولة والقارة في بلادهم. لذا لزم التنويه والإشارة ولو الى جزء بسيط عن دور تلك الحلقات، ولقد حملت تلك الحلقات لواء الحركة العلمية، فكانت مع المجتمع الصومالي في مضارب البدو وفي دور الحضر أيضا، ويمكننا أن نطلق على تلك الحلقات العلمية بـ (الجامعات الأهلية)، ولكن لسوء الحظ لم يدون تاريخ تلك الحلقات العلمية ولم يوثق لأحداثها ومشايخها، إلا نوادر ونتف لا تسمن ولا تغني من جوع، مما يجعل الرجوع الي المصادر الأصلية صعبة المنال إلا ما نذر.

الحلقات العلمية مؤسسات ذات وظائف متعددة (اجتماعية وثقافية وتربوية) ساهمت طوال القرون الماضية مساهمة كبيرة في نشر المعارف العربية والإسلامية بمختلف فنونها في ربوع الصومال ومنها إلى المناطق الإفريقية المجاورة، كما ساهمت في نقل هذه المعارف عبر الأجيال.

تعتبر الوظيفة الأساسية لهذه الحلقات العلمية هي نشر العلوم والأخلاق الإسلامية بما يقتضيه ذلك من التركيز على ما يعرف بعلوم الغاية (القرآن، الفقه، العقيدة، الحديث)، غير أن استيعاب هذه العلوم يستدعي بالضرورة معرفة بعلوم الآلة وخاصة العلوم اللغوية التي يتوقف على معرفتها فهم النص الديني.

وإن من أوجب الواجبات وآكد الفرائض تعليم الصغار وتربيتهم وتزكيتهم على ضوء هدى الله سبحانه وتعالى، لينشأوا نشأة إسلامية، تجعلهم من أهل طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليقوم كل جيل بخدمة دين الله ورفع رايته في الأرض.

ولهذا دعا خليل الله إبراهيم عليه السلام ربه، أن يبعث في هذه الأمة رسولا منهم، يقوم بتعليمها وتزكيتها، كما قال سبحانه وتعالى: ((ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)) [البقرة (129)].

واستجاب الله تعالى لتلك الدعوة وسجل استجابته في كتابه، فقال سبحانه: ((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)) [آل عمران (164)].

المساجد بيوت الله

لقد وضع الله للناس أول بيت من بيوته في الأرض وأشرفها، وهو المسجد الحرام ليقام فيه دينه. كما قال تعالى: ((إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدي لعالمين)) [آل عمران: 96].

أهمية التربية الربانية في صياغة الشخصية المسلمة:

الحلقات العلمية: كانت الحلقات العلمية المتجولة تعاني الغربة وشظف الحياة ومواجهة الصعوبات في سبيل نيل العلم وكثيرا ما كانوا يعتمدون على أنفسهم وأحيانا كثيرة كان الطالب يتلقى الرعاية من البلدة التي نزلوا فيها طلبا للعلم، وكانت تلك الحلقات تتسم بشظف العيش وضيق ذات اليد، فالطالب المحظوظ هو من يجد من يعوله أثناء الطلب، وإذا كان حال الطلبة كما وصفنا فبالطبع لا يجدون ما يقدمونه للشيخ من أعراض الدنيا، ويعوضون ذلك النقص بخدمة الشيخ ويتسابقون في ذلك تقديرا وعرفانا للشيخ لما يبذله لأجلهم. ومع التقرب والتواضع مع الشيخ كان لابد من الوقار والأدب والصبر على المكاره.

ولما كانت المساجد بيوت الله تعالى في أرضه جعلها خالصة له وحده، فقال سبحانه: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} [الجن: 18؛ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها. أخرجه مسلم) 1473.(

فإنه يعد تعليم العلوم الشرعية في المساجد من أهم المجالات وأعظمها فائدة، وقد أثبتت التجارب عبر تاريخ الإسلام الطويل أن الدروس العلمية الشرعية هي الطريقة التربوية الأسلم في نشر الدين وتعليم الناس، وتفقيههم في الدين، وكانت أعظم وسيلة للعلم والتعليم والتربية عند السلف الصالح.

وقد عبر الشاعر الشنقيطي عن واقع حلقات التعليم وما ينبغي على المنتسب إليها:

له تغرب وتواضع وابتغ              *      وجع وهن واعص هواك واتبع

حتى ترى حالك حال المنشد      *       لو أن سلمى أبصرت تخددي

ودقة في عظم ساقي ويدي          *       عضت من الوجد أنامل اليد

لقد كانت حياة الحلقات العلمية في الصومال قاسية مقارنة ما كان عليه الطلبة في المدارس العتيقة في الأزهر والمغرب في القرويين وكذا الطلاب في المشرق الإسلامي. وكان الطلاب في الصومال يستلهمون حال الحياة العلمية في العالم الإسلامي قديما ويأخذون من جميع تلك التجارب بالعبرة والعظة والسلوان.

خطوات تربوية:

كان الطالب يتمتع بحرية التنقل بين المجالس العلمية دون أن يشعر أي عنت من المدرسين، وله كذلك أن يكثف تحصيله ليفرغ إلى علم آخر، وكان هناك عند المدرسين والطلبة أيضا جمله من الآداب صقلت عبر الأيام لتكون مددا لجميع الطلبة، من تلك الآداب:

التدرج: التدرج أصل من أصول الإسلام، جاءت الشريعة بإقراره كأسلوب من أساليب التربية الإسلامية، كما حصل في تربية الصحابة رضوان الله عليهم، عندما حرمت الخمر، وكيف نزل تحريمها على درجات متفاوتة. وقد أشار ابن مفلح إلى أهمية هذا التدرج في اكتساب المعرفة، فيما نقله عن صاحب النهاية قال: في معنى: إن من العلم جهلاً “قيل: هو أن يتعلم ما لا يحتاج إليه؛ كالنجوم، وعلوم الأوائل، ويدع ما يحتاجه في دينه من علم القرآن والسنة”(المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية ج2. ص195)

فإن التدرج في طلب العلوم منهج محمود لمن أراد ضبط المعارف والفنون المنثور منها والمنظوم، والناظر في كل علم والمتأمل في كل فن يجد أن أهله قد وضعوا له معالم محددة، وبنوا لمن أراد الرقي فيه منهجا واضحا، فمن اهتدى بهذا المنهج، وصعد هذا السلم وصل إلى مراده، ومن تنكب عنه زل وضل وكان سبب فشله وضياعه.

منهج التدرج في الفقه الشافعي نموذجا:

  1. متن سفينة النجاة

  2. ثم سفينة الصلاة

  3. ثم الدرر البهية

  4. ثم الرياض البديعة

  5. ثم المقدمة الحضرمية

  6. ثم الغاية والتقريب المسمى “غاية الاختصار

  7. ثم ألفية صفوة الزبد

  8. ثم عمدة السالك

  9. ثم المنهاج

  10. ثم الإرشاد

  11. منهج النحو مثالا

متون النحو المختصرة، متن الآجرومية، ومتن العمريطي.

والمتوسطين: شروح كتاب الأجرومية وحواشيه، ثم كتاب الكواكب الدرية، وملحة الإعراب، ثم قطر الندى وبل الصدى، وشروح هذه الكتب.

والمنتهين في دراسة النحو: ألفية ابن مالك وشروحها وحواشيها.

الصرف: كان شيوخ العلم يدرسون في مادة الصرف: متن لامية الأفعال وشروحه: مثل شرح بدر الدين ابن المصنف، ثم شرح البحر الصغير والكبير، ثم كتاب حديقة التصريف وشرحها للإمام الزيلعي رحمه الله تعالى.

  1. التأديب والتربية:

أدرك علماء الإسلام مبكرا أهمية التربية إضافة الى طب العلم، وفي هذا يقول ابن عبدون: ‘‘والتعليم صناعة تحتاج إلى معرفة ودربة ولطف، فإنه كالرياضة للمهر الصغير الذي يحتاج إلى سياسة ولطف وتأنس حتى يرتاض ويقبل التعليم”[أحمد شلبي، تاريخ التربية الإسلامية، ص 32.]

وهذه المعاني كانت ماثلة في أذهان العلماء في الحلقات العلمية في الصومال واعطوا اهتماما بالغا لمسألة التربية، وهنالك عدة مناحي تربوية نالت قسطا كبيرا من اهتمام المدرسين في الحلقات العلمية نذكر منها:

  1. أن يقصد الواحد منهم لعمله التعليمي هذا وجه الله تعالى، لا طمعا في مال أو جاه.

  2. أن يهتم بمحاسن الأخلاق وخشية الرحمن حتى يقذف الله في قلبه نور الفهم، وحول هذا المعنى عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: “ليس العلم بكثرة الرواية؛ ولكن العلم الخشية”؛ [الأصبهاني في حلية الأولياء].

  3. الابتعاد عن الحكام وذوي النفوذ والجاه، قال الأوزاعي: ما شيء أبغض إلى الله تعالى من عالم يزور وزيرا. [من موقع: net].

  4. أن لا يتعجل في التصدر للتعليم حتى يستكمل أهليته ويشهد له أفاضل أساتذته بذلك. قال الشبلي: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه. [من موقع: com].

  5. التأديب بالحال قبل المقال والاهتمام بسيرته وعمله قبل تأديبهم بقوله وموعظته.

  6. البدء في صغار العلم قبل كبيره وألا يعلم أحدا ما لا يحتمله ذهنه أو سنه، ولا يشير على أحد بقراءة كتاب يقصر عنه ذهنه.

اهتم العلماء كذلك بالآداب التي يجب أن يتحلى بها المتعلم، ولأجل هذا اشترطوا في التلميذ شروطا عدة نذكر من بينها:

  1. أن يخلص في طلبه للعلوم وأن يتعلم العلم الله لا لأمور الدنيا ولا لأي عرض زائل.

  2. المحافظة على شعائر الدين ومحاسن الأخلاق وينقي قلبه من الصفات الذميمة والأخلاق الفاسدة.

  3. أن يجتهد في الطلب، وينشط في الحفظ العبادة، وأن لا يتخلف عن مواعد الدروس والحفظ.

  4. أن لا يحرج شيخه بأسئلة فيها تعنت، وأن يطرح أسئلته بأدب واحترام، وأن لا يستكبر عن التعلم ممن هو دونه من قرنائه إذا كانوا أعلم منه.

  5. أن لا يخالط إلا المجدين من الطلبة؛ فإن الطبع غلاب

  6. أن يبجل أستاذه في حضوره وغيبته، يخاطبه: يا شيخي.

  7. أن يسبق شيخه في الحضور إلى الدرس، وان لا يسبقه في المغادرة ولا يزاحمه عند الباب وأن يجلس في حضرته بأدب.

الخلاصة:

يتمثل الهدف العام للتربية الإسلامية في الحلقات العلمية في الصومال في تحقيق معنى العبودية الله تعالى؛ انطلاقا من قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56.

فالهدف الأساس لوجود الإنسان في الكون هو عبادة الله، والخضوع له، وتعمير الكون، بوصفه خليفة الله في أرضه.

  بأوامر الله فيأتي منها ما استطاع، وينزجر عن نواهيه سبحانه فلا يقربها؛ تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه» [متفق عليه]؛ فالمسلم دائما إذا أمره الله – تعالى – أو نهاه، أو أحل له، أو حرم عليه – كان موقفه في ذلك كله: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} [البقرة: 285.

وأدى المسجد في الصومال عبر التاريخ أدواراً عظيمة الشأن بالغة التأثير في المجتمع الصومالي، فكان البيت الجامع الذي يختلف إليه المسلمون للعبادة ولتسيير شؤونهم العامة، ولتدبير أمور دنياهم، فيه

يقف المسلم بين يدي خالقه، خاشعاً متضرعاً، يرجو رحمة ربه، ويسعى إلى تربية روحه وتزكية نفسه على مكارم الأخلاق التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، من فضيلة ومحبة، وتسامح، ومساواة، وعدالة، وتضامن اجتماعي بين أفراد الأمة الإسلامية، وهو فيا لوقت نفسه مؤسسة تعليمية وتربوية يفد إليها المسلمون لتعلم القراءة والكتابة، والنهل من ميادين العلم والمعرفة.

العلماء ورثة الأنبياء، يختارهم الله لحمل دينه وتبليغه للناس، ومن هؤلاء العلماء الذين ضحوا كثيراً وجاهدوا في نشر العلم ورفع راية الدين علماء الصومال، وأن لم يشتهروا بين الناس، ولم يكن لهم في الدنيا ذكر كثير، بالرغم من شدة عنائهم وتحملهم الظروف القاسية في سبيل العلم. من هؤلاء حملة العلم الذين آثروه على كل ما سواه، وبذلوا في سبيله أوقاتهم النفيسة، فكما ضحى المجاهدون بدمائهم في سبيل الله كذلك ضحى العلماء بمدادهم في سبيل الله، وكان لهم الدور البارز في تكوين المجاهدين والباذلين بمختلف أنواع البذل، فكم من عالم كتب له أجر الآلاف من المجاهدين والمضحين، وكم من عالم كذلك كتب لدعوته البقاء فاستجاب لها الملايين بعد موته، واستمرت خالدة في هذه الأرض ببركة إخلاصه الله عز وجل وقناعته بصدق ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ونجد اليوم من أبنائنا من يتنكر لماضيه وجهاد علمائه الأماجد، ولا يعطي بالا ما بذلوه لحفظ دينهم ونشر رسالته الخالدة، فإن مناهجنا التربوية التي تعلم لأبنائنا في المدارس الرسمية خالية تماما من ذكر جهود وجهاد علماء الصومال، وهؤلاء العلماء لهم حق علينا أن نبين مآثرهم وبعض كتبهم المخطوطة التي لم تطبع حتى اليوم، علها تجد من يهتم بها فيبحث عنها ويفتش عنها بين مكتبات أهل البادية، لعلها تخرج فيستفيد منها الجيل الصاعد، فكم من إنسان عثر على مخطوطة نادرة ولم يكن هو من أهل العلم فاختزنها في خزانة وبقيت حبيسة طيلة عمره حتى إذا مات اكتشفت وعرفت قيمتها.

تشهد الحلقات العلمية في الصومال انحسارا واضحا وتراجعا ملحوظا، فقد بدأ التراجع وبدأ الحال على ما نرى، فقد زرت مرة مدينة جبلي – وقد كانت معقلاً من معاقل العلم سابقا – فاجتمع علي كبار السن فيها فسألتهم: أيها الشيوخ! قبل ثلاثين سنة كم كان هنا في هذه المدينة من العلماء؟ قالوا: عدد كبير، قلت: لكن كم تعدون الليلة فيها من العلماء؟ لم يتذكروا ممن يشيرون إليه إلا ثلاث من العلماء أحدهم طريح الفراش!

هذا الحال ليس مختصاً بتلك المدينة، بل هو في جميع المدن، بل أعرف بعض المناطق التي كان الناس يقصدون إليها في طلب العلم وقد انتقل منها هذا العلم بالكلية، ولم يبق فيها من يدرس الآن، يا حسرة على العباد!

إن هذا الأمر يعد فاجعة من الفواجع علينا معشر العلماء والدعاة أن نعيد إلى المدارس العلمية دورها في حياتنا، وأن نهيئ من أبنائنا وأجيالنا الصاعدة أقواما يضحون مثل تلك التضحية ليعيدوا لنا هذا العلم الضائع.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا قرة عين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يلزمنا التمسك بسنته عند فساد أمته.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الشيخ: ألمس حاج يحيى

Share:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn