من كتاب (مقاصد الشر يعة الإسلامية وأثرها في رعاية حقوق الإنسان : دراسة تأصلية مقارنة) د. محمد شيخ أحمد محمد “محمد حاج”
أثر مقاصد الشريعة في رعاية حقوق الآباء والأزواج
للآباء والأزواج نوعان من الحقوق والواجبات داخل الأسرة، وهما:
• حقوق الوالدين على أولادهما .
• وحقوق الزوجين لكل منهما على الآخر.
النوع الأول: حقوق الوالدين:
حقوق وواجبات تجب لهما أو عليهما بصفتهما والدين للأولاد أو عليهم. فلهما حقوق على الأولاد، وعليهما واجبات ومسؤوليات تجاه الأطفال.
فمن حقوق الوالدين في حياتهم: البر والعطف عليهما، والاحترام والتوقير، وإدخال السرور عليهما، والإنفاق عليهما، والطاعة في غير معصية. وقد قرن الله حقوق الوالدين بحقوقه عز وجل في غير ما آية، منها قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) .
ولا تتوقف حقوق الوالدين بالوفاة، بل تستمر إلى ما بعد الموت بالوفاء لهما بالدعاء وقضاء الديون، وصلة الأقارب والأصدقاء ، إلى غير ذلك من أنواع البر والإحسان الذي لا يمكن أن تعرفه أو تعرج عليه القوانين والنظم الوضعية.
والنوع الثاني: حقوق الزوجين:
وهي حقوق وواجبات زوجية، يستحق كل منهم وتجب عليه بصفته الزوجية، فتجب لكل من الزوجين على الآخر، أو تجب عليه للآخر. قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة).
فمن هذه الحقوق والواجبات المشتركة بينهما: الحفاظ على كيان الأسرة، والتعاون على تحقيق مقاصدها، بالحفاظ على الأعرض والأسرار والأموال، وحسن المعاشرة وتحقيق الإحصان، والإنجاب وتنظيم النسل وفق مقتضى الشرع والحاجة، وحفظ تدين الأسرة، والعيش في جو من الاحترام وتقدير المشاعر المتبادل ملؤه المودة والرحمة، كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .
ولكل من الزوجين بعض الحقوق الخاصة به، وواجبات هي الحقوق الخاصة بالطرف الآخر، فللزوجة مثلاً الحق في: اختيار الزوج، والنظر إلى الخاطب، واشتراط عدم الزواج عليها، والمهر، والنفقة، والحفاظ على حقوقها المالية، وحسن المعاشرة والإحصان بإشباع غريزتها الجنسية والعاطفية، والعدل بين الزوجات في حال التعدد. وللزوج كذلك النظر إلى المخطوبة، وطاعة الزوجة وخدمتها له، وغير ذلك من الحقوق المبسوطة في محالها من كتب الفقه.
والمقصد من بسط هذه الحقوق والواجبات في الشريعة الإسلامية يتلخص في كلمتين، هما: “رعاية الأسرة”، كما أوجزها من أوتي جوامع الكلم بقوله r: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته … فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع ومسؤؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها…) الحديث.