قالوا عن المركز والمؤتمر: بقلم الاستاذ عمر محمد معلم حسن

المؤتمر العلمي لمركز المقاصد .. مميّزات وخصائص

انعقد بالعاصمة الصومالية مقديشو في الفترة ما بين 31 أكتوبر – 2 نوفمبر2023م، المؤتمر العلمي الثالث الّذي نظمه مركز المقاصد للبحوث والدّراسات.

كان عنوان المؤتمر في هذا الموسم دور العلماء في إرساء السلم والمصالحة الوطنية… رؤية شرعية مقاصدية، تمت فيه مناقشة الموضوع من زوايا متعدّدة ومحاور متفرّقة لتغطيته من شتى الجوانب.

ومنذ إطلاق المركز مشروع المؤتمرات العلمية في أكتوبر_تشرين الأول 2020م، وُفّقت أن أكون شاهدا على هذه الفعالية الثقافية السنوية المتميّزة، مما أتاح لي فرصة استكشاف بعض مميزات المؤتمرات العلمية التي يعقدها المركز وخصائصها التي من بينها:

  1. التمويل المحلّي: إن المؤتمرات العلمية الثلاثة التي نظمها المركز، امتازت بالتمويل المحلّي، حسبما ذكره مرّات عديدة في مناسبات متفرّقة السيد الدّكتور محمد أحمد الحسني، مؤسس المركز ومجلس الأمناء فيه، وتلك ميزة كبيرة ستنمي من ثقافة التطوع داخل المجتمع الصومالي وتعزّز الاهتمام بالمرافق والمصالح العامة.
  2. تنوع المشاركين والحضور وتعدّد اتّجاهاتهم: ومن خصائص المؤتمرات العلمية التي عقدها المركز حتّى الآن، نجاحه في استضافة معظم شرائح المجتمع الصومالي ونخبه السياسية والدّينية والاقتصادية ذات التوجهات المختلفة والاتّجاهات المتعدّدة، سواء من حيث مقدّمي الأوراق، أو الحضور والمشاركين وضيوف الشرف الآخرين من الدّاخل والخارج، وهذه منقبة يُحمد عليها المركز، قد تشكّل أرضية جديدة للانطلاق عنها فيما يتعلّق بجهود إعادة اللحمة الوطنية الصومالية وإعادة بناء الدولة الصومالية من جديد.
  3. اهتمامه بمواضيع تشكّل حديث الساعة: يلاحظ المتتبع لتاريخ المؤتمرات العلمية التي نظمها المركز، أن عنوان المؤتمر يكون غالبا حول قضية تشكّل حديث الساعة في الوسط الصومالي، فكان عنوان المؤتمر العلمي الأول حول مشروع قانون الجرائم الجنسية الصومالي (رؤية شرعية وقانونية)، وذلك بالتزامن مع ما أثار هذا القانون في المجالس التنفيذية والبرلمانية الصومالية، وردّة فعل المجتمع تجاهه، بينما كان عنوان المؤتمر العلمي الثاني حول التّعليم الشرعي في الصومال … المقاصد، المناهج، والمشكلات، وقد تزامن هذا المؤتمر أيضا مع اهتمام الحكومة الفيدرالية الصومالية بمتابعة التّعليم الشرعي في البلاد وتطويره، في حين تزامن المؤتمر العلمي الثالث الّذي كان عنوانه دور العلماء في إرساء السلم والمصالحة الوطنية… رؤية شرعية مقاصدية، مع وقت تحاول فيه الحكومة الحالية النقاش حول تكملة الدّستور الصومالي الانتقالي، والّذي يحتاج إلى مباحثات وتفاهمات.
  4. الاستفادة من التّجارب الإقليمية: في المؤتمرين العلميين الأخيرين (الثاني والثالث)، كانت تجارب الآخرين (خارج الصومال) حول موضوع المؤتمر حاضرة بتقديم من أهلها، حيث كان من مقدّمي الأوراق العلمية في المؤتمر العلمي الثاني، باحثون من كل من: العراق، الجزائر، ونيجيريا، بينما كان من مقدّمي الأوراق العلمية باحثون من كل من: جيبوتي، اليمن، العراق، ونيجيريا، مما ساهم في إثراء المادة العلمية المقدّمة وتنوّعها.
  5. الاستجابة لاقتراحات المشاركين قدر الإمكان: إنّ مما يتميّز به المؤتمر، أنّه يوزّع على المشاركين في اللحظات الأخيرة من المؤتمر، أوراقا لتقييم أعمال المؤتمر وتقديم اقتراحاتهم، فيستجيب المؤتمر لبعضها، خذ مثالا لأيام المؤتمر التي كانت في المؤتمر الأول يوما واحدا، لكن بعد فتح المجال للمشاركين كانوا هناك من طالب بتمديد أيّام المؤتمر في المواسم القادمة، فكانت أيّام المؤتمر الثاني يومين، بينما كانت أيام المؤتمر الثالث 3 أيام، على الرّغم من أن محاور الموضوع وطبيعته لها دور –أيضا- في تحديد أيّام المؤتمر.

 

Share:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn