مختصر كتاب محاضرات في مقاصد الشريعة للدكتور أحمد الريسوني (10)

خلاصة المحاضرة العاشرة بعنوان: استدراكات ومناقشات، ص: (266 – 292)

التمهيد

هذه المحاضرة عبارة عن تساؤلات ونقاشات دارت بين الشيخ والمستفيدين من المحاضرات السابقة، وكان النقاش يدور حول العناوين الآتية:

أولا: مقاصد الشريعة الإسلامية ومقاصد الشريعة الاستعمارية:

ظهر في الآونة الأخيرة اتجاهات فكرية تسعى إلى اتخاذ مقاصد الشريعة مطية لهدم ما بناه العلماء ولتمييع ما أسسوه وقعدوه ولزعزعة ثوابت الشريعة، متسترين بعناوين مثل الاهتمام بالمقاصد في العصر الحديث، محاولة منهم للدخول من هذا الباب إلى تسييس بعض الفتاوى أو الطعن فيها، أو القول بخلاف ما استقرّ عليه القول في الأمة.

وقد تصدى بعض العلماء لهذه المحاولات العبثية الرامية إلى هدم الشريعة الإسلامية، فألّف العلامة المغربي علال الفاسي كتابا باسم “دفاع عن الشريعة” فيه فصل بعنوان “مقاصد الشريعة الاستعمارية” كان يقصد بها جملة من القوانين التي أصدرتها فرنسا في 1930م، سمي بالظهير البربري الّذي كان مقصوده فصل البربر عن العرب للتفريق أولا، ولحصر الإسلام في المناطق العربية ثانيا.

لذا، فإن عددا ممن يتحدّثون عن مقاصد الشريعة فإنما يتحدثون ويتبنون حقيقة مقاصد الشريعة الإسلامية أو الفكر الغربي والفكر الحداثي والفكر الليبرالي والاشتراكي، ويدرجون ذلك تحت اسم مقاصد الشريعة الإسلامية.

ثانيا: مقاصد الشريعة: علم مستقل أم جزء من علم أصول الفقه؟

من المعروف في تاريخ جميع العلوم بما فيها العلوم الإسلامية أنها تنمو وتتسع وتتشعب، وقد يندمج بعضها في بعض أو يستقل بعضها من بعض.

ثم إن انفصال بعض العلوم عن بعض لا يزيد ولا ينقص في العلم، لايزيد، لأنّ الزيادة تكون قد حصلت، ولا تنقص لأن ما انفصل عن علم بقي بجانبه ملتصقا به وربما يكون في الانفصال زيادة ونمو أكثر.

فتقريبا، هذا هو الذي حصل ويحصل مع مقاصد الشريعة، فهي نبتت في ثنايا كتب الفقه، وفي ثنايا كتب أصول الفقه وفي ثنايا كتب أخرى ثم شيئا فشيئا… حتى أفرد ابن عبدالسلام موضوعا كبيرا منها بمؤلف خاص وبعنوان خاص، فهل كان يرمي حينها إلى تأسيس علم المقاصد؟

وخلاصة القول فإن علم المقاصد علم آخذ في التبلور والاستقلال والتميز، وقطع أشواطا وبلغ حدّا لارجعة فيه… مما يعني أنه علم له مميزاته وقضاياه وترتيباته، ونقاشاته، واجتهاداته، واختلافاته ومصطلحاته ومتخصصوه ومؤلفوه.

ثالثا: القواعد المقاصدية:

عند جوابه عن إمكانية استخراج القواعد المقاصدية من كلام العلماء، أشار الدكتور أحمد الريسوني إلى أنهم يحاولون في جدة الاستيعاب الشامل للقواعد- فقهية وأصولية ومقاصدية-، حيث إن الدكتور عبدالرحمن الكيلاني الأردني والّذي هو جزء من مشروع جدّة، قد تناول قدرا من القواعد المقاصدية في كتابه “قواعد المقاصد عندالشاطبي”، نشره المعهد العالمي للفكر الإسلامي.

رابعا: الاجتهاد الجماعي:

يعتبر الاجتهاد الجماعي الّذي يتخذ اليوم شكل المجامع الكبرى أرشد صور الاجتهاد وأضمنها وأسلمها، إذ إنه يعالج مشكلة نقص المعرفة بالواقع عند كثير من العلماء، ونقص المعرفة بالشرع عند كثير من المفكّرين والسياسيين الّذين يخوضون في قضايا الفقه والمقاصد.

ففي هذه المجامع يتعدّد العلماء وتتعدّد وتتكامل معارفهم، بما فيها معارفهم عن الواقع، كما يحضر ويشارك مع العلماء فئة من الخبراء حسب المواضيع المقرّرة في جدول الأعمال، فقد يحضر أطباء وفلكيون واقتصاديون وغيرهم.

 

 

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

Share:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn