كثر استعمال مصطلح “إعمال المقاصد” في الدراسات المعاصرة دون الوقوف على تقديم تعريف له. وكثرة استعماله تلزم بضرورة تعريفه وبيان أهم معالمه الدلالية .
وتعريف مصطلح “المقاصد” متداول مشهور ، كما تم تعريفه في معحم المصطلحات المقاصدية ، وبقي النظر في دلالة “إعمال” لتتجلى الدلالة التركيبية للمصطلح.
الإعمال في اللغة من أعمل يعمل إعمالا وأعمل فلان ذهنه في كذا وكذا إذا دبره بفهمه، وأعمل رأيه وآلته ولسانه واستعمله : عمل به ، والعمل : كل فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخص من الفعل، لان الفعل قد ينسب الى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد وقد ينسب الى الجمادات والعمل قلما ينسب الى ذلك.
لم ترد كلمة “إعمال” في القرآن اوالسنة ، وإنما وردت مشتقاتها التي تدور حول معنى “العمل” ، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملو الصلحات) البقرة:277، (ومن يعمل من الصالحات) النساء:124 ، (من يعمل سوءا يجز به) النساء:123، والعمل يستعمل في الأعمال الصالحة والسيئة (وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) يونس:41.
وفي السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “عرضت علىَّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الاذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوي أعمالها النخاعة تكون في المسجد لاتدفن”.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلاعبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركو ا، اركوا، هذين حتى يفيئا” .
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من شر ماعملت ومن شر مالم أعمل” ، ويقترب معنى العمل من معنى الإعمال ، إذ يروم الإعمال تحويل الحكم إلى عمل.
#إعمال_المقاصد_في_الاصطلاح_المقاصدي:
يأتي مصطلح “إعمال” في أصول الفقه في مقابل الإهمال والإهدار ، والقاعدة المقررة المعلومة: “إعمال الكلام أولى من إهماله” ، “وإعمال الدليلين أولى من إهدار أحدهما”.
كما يطلق “الإعمال” بمعنى الاعتبار ، نحو ماجاء في كلام الشاطبي : “إن ارتكاب خير الشرين أولى من ارتكاب شرهما، وهو راجع في الحقيقة إلى إعمال القاعدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وتجدر الإشارة أننا لا نجد تعريفاً لهذا المصطلح رغم وجود عمل كبير منشور تحت هذا العنوان “إعمال المقاصد بين التهيب والتسيب” ، ونجد “إعمال المقاصد في المجال الدعوي”، ونجد كذلك “الكليات التشريعية ومقاصد إعمالها عند الإمام الشاطبي” ، ونحوها من الدراسات التي تدل على كثرة استعمال المصطلح ، لكن دون تعريفه.
ويشير د. عبد المجيد عشاق في دراسته الموسومة بـ “إعمال المقاصد في الاجتهاد” الى أن المقصود بإعمال المقاصد هو #ملاحظة_المقاصد_ومراعاتها_والاستمداد_منها“.
#والخلاصة أن مصطلح #إعمال_المقاصد” يراد به المعنى الذي يقابله الإهمال، كما يراد به معنى أعم ، وهو : #اعتبار_المقاصد_ومراعاتها_والعمل_بها.
معجم المصطلحات المقاصدية
