التعليم الشرعي في الصومال … المقاصد – المناهج والمشكلات
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله رب العالمين، القائل: “وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ” (سورة التوبة: 122) والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، القائل:(مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم) وعلى آله وصحبه والتابعين، وسلم تسليما كبيرا. وبعد:
فإن من مقاصد الإسلام الرئيسة: خلافة الإنسان في الأرض وذلك بعمارتها بعبادة الله سبحانه وتعالى وتحقيق العدل بين المخلوقين، وترسيخ الأخوة الصادقة القائمة على التواد والتراحم كما قال تعالى:”إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ” (سورة الحجرات: 10) والأخوة واحدة من كبريات مقاصد الهجرة النبوية حيث آخى بين المهاجرين والأنصار، وذلك بعد ألف الله بين الأوس والخزرج إثر حرب وعداء وقطيعة، فكانت المؤاخاة أرقى نموذج للمصالحة طبقها البشر في تاريخه.
وعلم المقاصد يهدف من بين ما يهدف إليه للقراءة العميقة الجامعة بين كتاب الله المسطور (القرآن) وكتابه المفتوح (الكون)، وأي فصل بين قراءة الكتابين لن يحقق للإنسانية السعادة الحقيقة، وإن حقق لها متعاً زائفة، أو تديناً مهزوزاً، ويهدف إلى القراءة الوسطية للإسلام بين الإفراط والتفريط، في مختلف مجالات الحياة في التربية وفي الأخلاق، وفي التشريع وفي السياسة، قال تعالى عن هذه الأمة: “وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا، (سورة البقرة: 143) وكلا طرفي الأمور مذموم.